قد تبدو تبليسي للوهلة الأولى مجرد مدينة تجمع بين القديم والحديث، إلا أنك ما إن تخطو أولى خطواتك في شوارعها حتى تكتشف أن الأمر يتجاوز ذلك بكثير. هنا، تنجذب الحواس قبل العين، فبين البيوت الملوّنة المعلّقة على المنحدرات، وروائح المقاهي التي تملأ الأزقة القديمة، تتشكل حكاية مدينة تعرف تمامًا كيف تحتضن زوّارها. إن السياحة في تبليسي ليست مجرد صور لرحلة جميلة، بل تجربة تعيشها لحظة بلحظة، فهي تجمع بين البساطة والعراقة بطريقة يصعب مقاومتها.
مع تنوّع الأماكن السياحية في تبليسي، ستجد نفسك تنتقل دون أن تشعر بين معالم تاريخية عمرها قرون، ومعالم حديثة تنبض بطاقة العاصمة الأوروبية العصرية، فضلاً عن طبيعة ساحرة تمنح المدينة جمالًا لا تستطيع المدن الأخرى تقليده،في هذا المقال، سنأخذك في جولة ممتعة لاستكشاف أبرز الأماكن السياحية في تبليسي.
ملاحظة: تم ترتيب هذه الأماكن وفقًا لأكثرها زيارة والأعلى تقييمًا من قِبل الزوار لضمان أفضل تجربة ممكنة لك.

قد تظن أن تبليسي تُرى بالكامل من الشوارع والساحات، لكن الحقيقة أنك لن تدرك جمالها الحقيقي إلا عندما تصعد إلى متاتسميندا بارك، المكان الذي يعلو المدينة وكأنه شرفة واسعة تكشف لك كل تفاصيلها دفعة واحدة. تقع هذه الحديقة الترفيهية على ارتفاع يُقارب 770 مترًا فوق سطح البحر، الأمر الذي يجعل كل جولة في الدولاب الضخم أشبه برحلة قصيرة فوق سماء العاصمة.
تنقسم متاتسميندا إلى ثلاثة أجزاء رئيسية: منطقة الألعاب المخصّصة للمغامرة، ومنطقة أخرى صُممت للعائلات والأطفال، إضافة إلى مجموعة متنوعة من الكافيهات والمطاعم التي تمنح الزائر استراحة لطيفة بين الجولات. كما أن الحديقة تضم متجرًا صغيرًا ومتحفًا للشخصيات المشهورة، فضلًا عن ذلك، الوصول إليها سهل وممتع.
موقع متاتسميندا بارك على الخرائط
أوقات زيارة الحديقة: تستقبل الحديقة زوارها يوميًا من الساعة 11:00 صباحًا إلى الساعة 9:00 مساءً.
أسعار الدخول إلى الحديقة: الدخول إلى الحديقة مجاني، فيما تُشترى تذاكر الألعاب بشكل منفصل ويبلغ سعر الواحدة نحو 2 لاري فقط.
ملاحظة الكاتب: يُمكنك استخدام قطار متاتسميندا المعلّق الذي يصعد بك إلى القمة خلال دقائق قليلة، وهي تجربة بحد ذاتها لا تُفوت. أما إن فضّلت السيارة، فاستعد لرحلة جبلية مليئة بالمنعطفات.

تخيل نفسك تمشي فوق مدينة تتلألأ بين القديم والحديث، وكل خطوة على الأرض الزجاجية تحكي قصة نور يتراقص فوق نهر كورا، هذا بالضبط ما يُقدمه جسر السلام في تبليسي، الجسر الذي يبدو وكأنه ورقة معلقة تطفو فوق المياه، ليجمع بين روح المدينة القديمة وحداثتها المُبهرة.
يبلغ طول الجسر 156 مترًا ويحتوي على أكثر من 10 آلاف مصباح LED يُضيء قبل غروب الشمس بساعة وربع، لِيحوّل المشي عليه إلى عرض ضوئي ساحر يأسرك من اللحظة الأولى. كما أن الإطلالات البانورامية على المدينة والنهر تجعل منه المكان المثالي للصور التي تتحدث عن تبليسي بصمت، سواء عند شروق الشمس أو غروبها.
فضلاً عن ذلك، يربط الجسر بين حديقة رايك وأحد أطراف المدينة القديمة، وقريب من التلفريك المؤدي إلى جبل جورجي، مما يجعله نقطة انطلاق مثالية لاستكشاف المزيد. وقد تم تصنيفه عام 2012 ضمن أكثر 13 جسر غير عادي في العالم وذلك بفضل تصميمه المبتكر والمضيء، ليصبح رمزًا معماريًا حديثًا يجسد جمال تبليسي وروحها المتجددة.
أوقات زيارة الجسر: بإمكانك زيارة الجسر يوميًا على مدار 24 ساعة.

في قلب العاصمة النابض بالحياة، يقف تبليسي مول كوجهة حديثة لِعشاق التسوق والترفيه، حيثُ يجمع بين الماركات العالمية والخدمات العصرية في مكان واحد. على الرغم من كونه مركزًا حديثًا نسبيًا، إلا أن تصميمه الذكي ومساحاته الواسعة تجعله مكانًا مريحًا للزيارة، سواء للتسوق أو الاسترخاء مع العائلة والأصدقاء.
بالإضافة إلى ذلك، يضم المول مجموعة كبيرة من المتاجر التي تعرض الملابس، والإلكترونيات، ومستحضرات تجميل، إلى جانب مطاعم وكافيهات تطل على قلب المدينة، مما يمنح الزائر فرصة للراحة وسط تجربة تسوق متكاملة. كما أن الطوابق العلوية تتضمن مناطق للترفيه مثل السينما وألعاب الأطفال، لتلبية اهتمامات مختلف الأعمار.
أوقات عمل تبليسي مول: يستقبل المول زواره يوميًا من الساعة 10:00 صباحًا إلى الساعة 10:00 مساءً.

يكفي أن تقف في ميدان الحرية لبضع دقائق حتى تدرك أنك في نقطة تلتقي عندها طرق المدينة وحكاياتها اليومية. فهذا الميدان الواسع، الواقع في قلب تبليسي، لا يُعد مجرد ساحة عامة، بل مساحة تنبض بالحياة من كل اتجاه، حيثُ تمتد المقاهي والمطاعم حوله كحلقة نابضة تستقبل الزوار بانفتاح المدينة وروحها الودية.
إضافةً إلى ذلك، يتوسط الميدان نصب مُذهّب يرتفع على سارية طويلة، وهو من أبرز رموزه البصرية، فيما تُحيط به مباني حديثة ومساحات خضراء، كما أن قربه من مجموعة كبيرة من المتاجر والمحلات يجعل المرور به جزءًا طبيعيًا من أي رحلة داخل العاصمة.
يشكل ميدان الحرية نقطة البداية لشارع روستافيلي الشهير، وهو ما يضيف إليه ثقلًا تاريخيًا وثقافيًا كبيرًا، وعلى طول الطريق، تظهر مباني تحمل رمزية عالية مثل البرلمان وبعض المتاحف الرئيسية في جورجي.
ملاحظة الكاتب: من الأفضل تجنّب الخدمات العشوائية التي قد يُعرضها بعض الأشخاص في الميدان مثل الجولات غير الرسمية أو تأجير السيارات، والاكتفاء بالاستمتاع بأجوائه الحية والتقاط الصور.

وسط ضجيج المدينة وإيقاعها السريع، يُطلّ جاليريا تبليسي كاستراحة أنيقة في قلب ميدان الحرية، حيثُ يلتقي التسوق بالترفيه في مبنى حديث يمتد على خمسة طوابق. لا يُعد من أكبر المراكز التجارية في البلاد، لكنه من أكثرها تنظيمًا وعمليّة، ويشتهر بقربه من محطة المترو وارتباطه المباشر بشارع روستافيلي النابض بالحياة.
يضم المركز سينما مريحة، وسوبرماركت بأسعار مناسبة، إضافةً إلى مجموعة من العلامات الشهيرة مثل H&M و Next، مما يجعله محطة ملائمة للقيام بجولة تسوق سريعة، وفي الجزء العلوي من المبنى، يقدم ركن المطاعم والمقاهي إطلالة جميلة على الميدان، مما يجعله خيارًا لطيفًا للراحة بعد جولة طويلة في وسط المدينة.
موقع جاليريا تبليسي على الخرائط
أوقات عمل جاليريا تبليسي: يستقبل زواره يوميًا من الساعة 10:00 صباحًا إلى الساعة 10:00 مساءً.

تقع الحديقة على بُعد خطوات من ميدان أوروبا، وتشكّل نقطة التقاء ساحرة بين المنطقة القديمة وجسر السلام الذي يرتبط بها مباشرة، مما يجعل المرور بها تجربة لطيفة حتى لو لم تكن مُخططًا لها مسبقًا. بالإضافة إلى ذلك، تنطلق من الحديقة محطة التلفريك الشهيرة التي تصعد بالزوار إلى قلعة ناريكالا، كما ينطلق منها أيضًا المنطاد الهوائي الذي يرتفع فوق المدينة في الأيام الصافية، وتبلغ تكلفة هذه التجربة عادة حوالي 50 لاري.
تُوفر الحديقة مساحة لطيفة للتنزه، خاصة للعائلات، مع وجود منطقة ألعاب صغيرة للأطفال، وعدة أكشاك للقهوة تمنح الزائر استراحة خفيفة وسط المساحات الخضراء، ولأنها مفتوحة على مشهد المدينة من عدة جهات، فإن المشي فيها قبل غروب الشمس خصوصًا في فصل الصيف يوفر جوًا لطيفًا يكمّل جمال المكان.
أوقات زيارة الحديقة: تستقبل الحديقة زوارها يوميًا على مدار 24 ساعة.

لا تحتاج كاتدرائية الثالوث المقدّس إلى مقدّمة كي تُدهشك، فمجرد أن تلوح قبتها الذهبية من فوق التلال، تشعر أنك أمام بناء لا يحمل حجارة فحسب، بل تاريخًا كاملًا استعاد مكانه رغم كل ما مرّ به. هذه الكاتدرائية افتُتحت عام 2004 لم تُشيد لتكون معلمًا دينيًا فقط، بل لتكون إعلانًا قويًا عن عودة الأرثوذكسية إلى قلب المجتمع الجورجي بعد سنوات من القمع خلال الحقبة السوفييتية.
إضافةً إلى ذلك، يجمع تصميم سامِبا بين العمارة الجورجية التقليدية وروح التجديد، مما يجعل مشاهدتها من أي نقطة في المدينة تجربة بصرية مبهرة، فإن موقعها المرتفع يمنح الزوار إطلالة بانورامية رائعة على تبليسي، مما يزيد من جاذبيتها ليس فقط للمصلين، بل لكل من يهتم بالفن المعماري والرمزية الدينية.
فضلاً عن ذلك، تُعد سامِبا واحدة من أكبر الكنائس الأرثوذكسية في العالم، ومع كل خطوة داخل هذا المعبد الضخم ستلاحظ كيف تتداخل التفاصيل الفنية بدقة مذهلة، لتعكس قوة الإيمان وحضور الكنيسة الأرثوذكسية الجورجية في الحياة اليومية للسكان.
موقع كاتدرائية سفيتيتسخوفيلي على الخرائط
أوقات زيارة الكاتدرائية: تستقبل زوارها يوميًا من الساعة 8:00 صباحًا إلى الساعة 7:00 مساءً.

قد لا تتوقع أن وسط تبليسي الصاخب يخفي مكانًا يُبدّل مزاجك في لحظة، لكن حديقة النباتات الوطنية تفعل ذلك بسهولة مُذهلة. فبمجرد أن تدخلها، تشعر وكأنك تركت المدينة خلفك، وانتقلت إلى مساحة من الهدوء الأخضر الذي يُعيد ترتيب أفكارك قبل خطواتك.
هذه الحديقة، التي تُعد من أقدم الحدائق النباتية في منطقة القوقاز، تمتد على مساحة واسعة وتضم مسارات مُظللة تتعرج بين الأشجار النادرة والنباتات المتنوعة، وجسورًا خشبية تعبر جداول رقيقة، وشلالات تنحدر برشاقة تضيف للمكان موسيقى طبيعية لا تتكرر.
كما أن الحديقة توفر تجربة تعليمية لطيفة لمن يحب التعرف على التنوع النباتي، دون أن تفقد عنصر الاسترخاء الذي يبحث عنه معظم الزوار. بالإضافة إلى ذلك، تعتبر الحديقة مكانًا مثاليًا لعشاق التصوير.
موقع حديقة النباتات الوطنية على الخرائط
أوقات زيارة الحديقة: تستقبل الحديقة زوارها يوميًا من الساعة 9:00 صباحًا إلى الساعة 6:30 مساءً.

لا شيء يُعرّف تبليسي كما تفعل حمّاماتها الكبريتية، فهي ليست مجرد مكان للاستحمام، بل جزء من قصة المدينة نفسها. في الحي القديم، وتحديدًا في منطقة أبانوتوباني، يبرز هذا المكان برائحة الكبريت الدافئة التي قد تفاجئك أولاً، ثم تألفها سريعًا وكأنها تحية قديمة من تاريخ عريق لم يغادر المدينة يومًا.
فضلاً عن القبب الطينية التي تُميز المباني من الخارج، تعيش في الداخل تجربة مختلفة تمامًا حيثُ تتصاعد الأبخرة من برك المياه الساخنة، وتمنح الزائر إحساسًا فوريًا بالاسترخاء. كما أن تشتهر هذه الحمّامات بخصائصها العلاجية، ويقصدها السكان المحليون والسياح للاسترخاء واستعادة النشاط بعد يوم طويل في شوارع تبليسي. إلى جانب ذلك، يمكنك الاختيار بين الجلسات العامة أو الغرف الخاصة التي توفر لك مساحة أكثر خصوصية. إن الدفء الداخلي وهدوء الأجواء يجعلانه تجربة لا تُنسى.
موقع الحمامات الكبريتية على الخرائط
أوقات زيارة الحمامات الكبريتية: بإمكانك زيارة الحمامات يوميًا من الساعة 9:00 صباحًا على الساعة 11:00 مساءً.

يقف نصب سجلات جورجيا شامخًا على مشارف تبليسي، مُحاطًا بالغابات ومُطلًا على خزان المدينة المعروف باسم بحر تبليسي، لِيقدّم تحية ضخمة لتاريخ البلاد الطويل والمعقد. هذا المعلم ليس مجرد هيكل معدني أو حجري، بل لوحة حية تروي قصة جورجيا من خلال الأعمدة والنقوش التي تحتفظ بذكريات الأجيال.
إضافة إلى ذلك، تتغير تجربة زيارة النصب بشكل ساحر عند الغروب، فمع إشراق الأضواء على السطح المعدني للأعمدة، يتحول المكان إلى مشهد درامي بديع، كما أن النصب يعد مكانًا مثاليًا لعشاق التصوير، حيثُ يلتقي الطابع الطبيعي المحيط بالغابات مع العمارة التذكارية لتكوين إطلالة رائعة تُخلّد في الصور.

قلعة ناريكالا واحدة من أقدم المعالم التاريخية في تبليسي، تعود إلى القرن الرابع، وتعلو تلةً تُطل على نهر كورا والمدينة بأكملها، لِتمنح زوارها إطلالات ساحرة لا تُنسى. إن الأسوار الضخمة والأبراج الرئيسية للقلعة تحكي قصة الدفاع عن المدينة، بينما يعكس معبد القديس نيكولاس الذي بُني في القرن الثاني عشر عبق التاريخ القوقازي الغني.
إضافةً إلى ذلك، يمكن الوصول إلى القلعة عبر التلفريك الذي يُوفر رحلة ممتعة مع مناظر بانورامية رائعة، أو بالصعود على الأقدام لمن يبحث عن تجربة أكثر تحديًا، مع مراعاة أن الدرج متعدد المستويات وقد يكون شاقًا قليلًا، كما أن التجول بين أسوارها واكتشاف التفاصيل المعمارية يمنح شعورًا حقيقيًا بالتاريخ، ويجعلها من أفضل الأماكن للتصوير والتأمل.
موقع قلعة ناريكالا على الخرائط
أوقات زيارة القلعة: تستقبل القلعة زوارها يوميًا من الساعة 8:00 صباحًا إلى الساعة 8:00 مساءً.

قد لا يخطر ببالك أن مبنى واحد قادر على جمع تاريخ بلدٍ كامل تحت سقف واحد، لكن هذا بالضبط ما يُقدمه المتحف الوطني الجورجي، المكان الذي يمشي بك بين العصور كما لو أنك تعبر بوابة زمنية واسعة تُعيد ترتيب تصورك للحضارة الجورجية. يمتد المتحف على أربعة طوابق مليئة بالتفاصيل، ويُعد محطة مثالية للعائلات والأطفال وكل من يرغب بفهم أعمق لماضي البلاد وحاضرها.
تبدأ الجولة فيه عادة بقسم مثُير يعرض أنواع الجماجم البشرية والحيوانية، كما أن الأقسام التالية تكشف عن مجموعات متنوعة من الطيور، والعظام القديمة، والأحجار الكريمة، في عرض يجمع بين العلم والاكتشاف.
فضلًا عن ذلك، يحتوي الطابق السفلي على واحد من أجمل أقسام المتحف: مجموعة مذهلة من الكنوز الجورجية، تشمل قطعًا ذهبية تعود لقرون مضت، بالإضافة إلى أزياء الجورجيين القدماء، وبعض الأسلحة التقليدية، وحتى الحيوانات المحنطة كالفهود والطيور المنقرضة. هذا التنوع يجعل الجولة ممتعة ومليئة بالمفاجآت.
موقع المتحف الجورجي على الخرائط
أسعار الدخول للمتحف: يبلغ سعر الدخول نحو 13 لاري للشخص.
أوقات زيارة المتحف: يستقبل المتحف زواره يوميًا عدا يوم الاثنين من الساعة 10:00 صباحًا من الساعة 6:00 مساءً.
ملاحظة الكاتب: إن كنت تحمل حقيبة، ستجد خزائن مخصصة عند المدخل مع مفتاح خاص.

قد تظن أن الهروب من صخب العاصمة يحتاج إلى قيادة طويلة خارج المدينة، لكن حديقة تبليسي الوطنية تثبت العكس تمامًا، فهي تمتد على مساحة شاسعة ولا تبعد كثيرًا عن قلب تبليسي، وتشكّل واحدة من أكبر المحميات الطبيعية. ما إن تدخلها حتى تشعر أنّك عبرت من عالمٍ إلى آخر، حيثُ تحل رائحة الصنوبر محل ضوضاء الشوارع، ويصبح الهواء أكثر نقاءً مع كل خطوة.
إلى جانب تنوع الحياة البرية والنباتية فيها، تضم الحديقة شبكة واسعة من المسارات المخصّصة للمشي وركوب الدراجات، كما أن بعض مساراتها تمر عبر غابات كثيفة وتلال مرتفعة تمنحك إطلالات بانورامية على المناطق المحيطة، فضلًا عن ذلك، تُعد الحديقة موطنًا لعدد من الحيوانات البرية مثل الغزلان والثعالب والطيور النادرة، مما يجعلها محطة مميزة للزوّار المهتمين بالحياة الطبيعية.

من الممتع أن تنهي جولة طويلة بين معالم تبليسي التاريخية بنزول يوصلك مباشرة إلى واحد من أكثر الأماكن حيوية في المدينة القديمة بازار ميدان. هذا السوق الشعبي، الذي يقع داخل قبو حجري قديم، يجمع بين روح الماضي الجورجي ورغبة الزوار في الحصول على تجربة تسوق مختلفة عن أي مكان آخر.
ستجد داخل البازار تشكيلة واسعة من الهدايا التذكارية، والأعمال اليدوية، والمشغولات التقليدية، إلى جانب العسل الجورجي الشهير الممزوج بالمكسرات وهو من أكثر المنتجات التي ينصح الكثيرون بتجربتها. كما أن المكان يضم مطعمين بإطلالات جميلة على الميدان، مما يمنحك فرصة لالتقاط الأنفاس ومشاهدة الحركة اليومية في تبليسي القديمة من زاوية لطيفة.
أوقات زيارة بازار ميدان: بإمكانك زيارة البازار يوميًا من الساعة 10:00 صباحًا إلى الساعة 10:00 مساءً.

بإمكانك ألا تبدأ رحلتك في تبليسي بخطوات على الأرض، بل برحلة قصيرة في السماء عبر تلفريك تبليسي، ذلك الخط الهوائي الذي يجعل الانتقال بين حديقة رايك وقلعة ناريكالا تجربة بحد ذاتها، لا مجرد وسيلة نقل. في أقل من دقيقتين، ينتقل بك التلفريك من قلب المدينة إلى أعاليها، كاشفًا مشهدًا بانوراميًا يخطف الأنفاس لمدينة تمتد على ضفاف نهر كورا.
بالإضافة إلى ذلك، فإن رحلة التلفريك تُعد الطريقة الأسرع للوصول إلى القلعة، وتمثال أم الجورجيين، وحديقة النباتات، ومجموعة واسعة من المعالم التاريخية المحيطة. كما أن التذكرة تُعد غير مكلفة مقارنة بروعة التجربة، إذ تبلغ حوالي 7 لاري فقط.
فضلًا عن ذلك، فإن ركوبه في أوقات مختلفة من اليوم يمنحك مشاهد مختلفة تمامًا، في النهار تتمدد تبليسي تحتك بوضوح ساحر، بينما في الليل تتلألأ أضواء المدينة من الأسفل وكأنك تنظر إلى لوحة متقنة الإضاءة، وعند الوصول إلى القمة، ستجد أكشاكًا صغيرة ومقاهي بإطلالات مميزة، ومن هناك، يمكنك متابعة المغامرة عبر الزيب لاين الذي ينقلك إلى حديقة النباتات، ثم متابعة الرحلة نزولًا نحو الحمامات الكبريتية والمناطق التاريخية وكل ذلك من نقطة انطلاق واحدة.
موقع تلفريك تبليسي على الخرائط
أوقات عمل تلفريك تبليسي: يستقبل التلفريك زواره يوميًا من الساعة 10:00 صباحًا إلى الساعة 10:00 مساءً.

ليس من السهل أن تمر في تبليسي دون أن يقودك الطريق، بطريقة أو بأخرى، إلى شارع روستافيلي، فهنا تتقاطع حكايات المدينة، وتلتقي الوجوه، وتتحرك الحياة بإيقاع لا يشبه أي مكان آخر في العاصمة. ما إن تطأ قدماك هذا الشارع حتى تدرك أنه أكثر من مجرد طريق رئيسي، إنه مساحة واسعة تحتضن نبض الثقافة والفن والسياسة وكل ما يجعل تبليسي مدينة نابضة بالحياة.
إضافة ًإلى ذلك، يمتد روستافيلي لمسافة تقارب 1.5 كيلومتر بدءًا من ساحة الحرية، مرورًا بمباني تحمل إرثًا حكوميًا وثقافيًا بارزًا مثل برلمان جورجيا، والمتحف الوطني الجورجي، ودار أوبرا تبليسي. كما أن الشارع يضم مجموعة كبيرة من المتاجر الراقية والمقاهي والمطاعم ومركز جاليريا للتسوق، مما يجعله نقطة التقاء مثالية لكل من يريد التعرف على جوهر العاصمة بطريقة عفوية وممتعة. فضلاً عن ذلك، يُعرف الشارع بحضوره الدائم في المشهد الوطني، كونه موقعًا أساسيًا للاحتفالات والمناسبات العامة والمظاهرات الثقافية.
موقع شارع روستافيلي على الخرائط

على القمة التي تلامس الغيوم وتُطلّ على تبليسي كما لو كانت لوحة مرسومة، يقف جبل متاتسميندا كأعلى نقطة في المدينة وأكثرها حضورًا وهيبة. يُعرف بالجبل المقدس، ليس فقط لجماله الطبيعي، بل لأنه يحتضن تاريخًا عريقًا ومكانة روحية لدى السكان المحليين.
يرتفع الجبل إلى نحو 740 مترًا، ويوفر بانوراما مذهلة للمدينة تمتد من نهر كورا حتى ضواحي تبليسي البعيدة. إن الوصول إلى القمة سيرًا ليس سهلًا، ولهذا يُفضّل كثيرون استخدام القطار الجبلي المائل أو وسائل النقل للوصول، بينما يحتفظ البعض بمتعة النزول سيرًا على المسار المخصص الذي يمر عبر منصات مشاهدة رائعة.
في أعلاه ينتظرك متاتسميندا بارك، مدينة الملاهي الشهيرة التي تُعد واحدة من أبرز محطات الترفيه، إلى جانب المطعم المطلّ على أفق تبليسي، وكنيسة سانت ديفيد دي غاريجا ذات الأهمية الدينية والتاريخية، إضافة إلى المقبرة الثقافية التي تضم أسماء بارزة من شخصيات جورجيا.
موقع جبل متاتسميندا على الخرائط

من بين الأزقّة الحجرية العتيقة في قلب المدينة القديمة، يفاجئك مبنى يحمل قصة لا تشبه أي مكان آخر مسجد تبليسي المركزي، المكان الوحيد في تبليسي حيثُ يقف السنة والشيعة جنبًا إلى جنب في صفٍ واحد للصلاة. هذا التفرّد لا يأتي من فراغ، بل يعكس روح التسامح التي ميّزت تبليسي عبر قرون طويلة، رغم أن المسيحية هي الديانة الغالبة في جورجيا.
يعود وجود المسلمين في المدينة إلى العهد العربي القديم خلال فتح القوقاز، ومنذ ذلك الحين بقيت هذه البقعة شاهدة على امتزاج الثقافات وتعايش المجتمعات. يتميّز المسجد بتصميمه البسيط وواجهته المبنية من الطوب، بينما تضفي الجبال المحيطة لمسة خلابة على المشهد كله، خصوصًا عند وقت الأذان حين يتردد الصوت في الأزقة القديمة.
موقع مسجد تبليسي المركزي على الخرائط
أوقات زيارة المسجد: بإمكانك زيارة المسجد يوميًا من الساعة 9:00 صباحًا إلى الساعة 11:00 مساءً.
ختامًا، تبليسي تنتظرك لتعيش تجربة سياحية لا مثيل لها، تجمع بين سحر التاريخ وروعة الطبيعة وحيوية المدينة. كل لحظة فيها مليئة بالمفاجآت، من المشي في الشوارع النابضة بالحياة إلى الاسترخاء وسط أجواء ساحرة. لا تفوت الفرصة، واحجز تذكرة طيران جورجيا عبر موقعنا بأسعار تنافسية واستعد لاكتشاف تبليسي كما لم تراها من قبل.
مقالات قد تهمك أيضًا