هل جربت يومًا أن تقف في مكانٍ واحد، لكنك تشعر وكأنك تعيش آلاف السنين دفعة واحدة؟ في حصن بابليون لن تكون مجرد زائر، بل شاهدًا على أسرار مختبئة بين حجارة امتصت رائحة التاريخ، وجدران مرت عليها جيوش الفراعنة، والرومان، والفرس، والمسيحيين، والمسلمين.
هنا، لا يمشي الزمن للأمام بل يدور حولك، يروي لك ما لم تقله الكتب وما لم يصل إليه المؤرخون. في هذا المقال سنأخذك في رحلة فريدة داخل هذا الأثر العريق ستتعرف على سر بنائه وسبب تسميته الغامض، وماذا يضم وأبرز الأنشطة التي يُمكن ممارستها فيه، لِنبدأ رحلتنا الآن.

يقع حصن بابليون في قلب مصر القديمة بجوار المتحف القبطي ومحطة مار جرجس، وهو من أعظم الآثار الرومانية الباقية في مصر، وأقدمها وأكثرها إثارة للدهشة. بدأ بناؤه في القرن الثاني الميلادي بأمر من الإمبراطور تراجان، ثم وسّعه الإمبراطور أركاديوس لاحقًا ليصبح قلعة حصينة تتحكم في الطرق التجارية والعسكرية.
ورغم أن المصريين القدماء والفرس والرومان قد مرّوا على المنطقة قبل بناء الحصن، إلا أنها بقيت هي الموقع العسكري الأهم الذي تتصارع عليه الإمبراطوريات، لأنه يُشرف مباشرة على نقطة تفرع نهر النيل إلى فرعي رشيد ودمياط.
تعددت الروايات، ومنها:
ورغم اختلاف الروايات، يبقى الاسم شاهدًا على اختلاط حضارات العالم بهذا المكان.
تميز حصن بابليون بتصميم دفاعي خارق لزمنه، إذ بُني من:
ومن فرط قوة هذا الحصن، استغرق المسلمون أشهراً في حصاره قبل أن يتمكنوا من فتحه.
عبر العصور، وقف حصن بابليون شاهدًا على أحداث قلبت مسار التاريخ في مصر. من جذوره الفرعونية التي شهدت معابد ومباني يهودية قديمة، إلى العهد الروماني حيثُ أعاد الإمبراطور تراجان بناؤه ليصبح مركزًا عسكريًا استراتيجيًا للإمبراطورية، مرورًا بالعصر المسيحي الذي شهد بناء كنائس تاريخية على أبراجه مثل الكنيسة المعلقة وكنيسة مار جرجس، وصولًا إلى الفتح الإسلامي لمصر، عندما حاصره عمرو بن العاص رضي الله عنه لعدة أشهر ليكون آخر حصون الروم، ومع سقوطه فُتحت مصر كاملة، معلنًا بداية فصل جديد من التاريخ والحضارة.
يقع الحصن في قلب حي مصر القديمة بجوار:
ختامًا حصن بابليون ينتظر خطواتك لتكشف أسراره المدفونة بين أسواره وأبراجه، حيث يلتقي الماضي بالحاضر في رحلة لا مثيل لها. لا تفوت فرصة السير بين أحجار تحكي قصص الفراعنة والرومان والمسيحيين والمسلمين، واحجز تجربتك الآن عبر موقعنا بأسعار تنافسية لتعيش مغامرة تاريخية فريدة.
مقالات قد تهمك أيضًا
جولة في متحف الفن الإسلامي بالقاهرة